زميلي وصديقي حسن هو أحد أولئك الكوكبة الرائعة التي جمعتني بهم غربتي الدراسية في خارج البلاد ، يعجبني كثيرا في حسن تفاؤله الدائم ، وابتسامته المتلازمة ، وفكره المثقف ، عرف شاعرا / لاعبا / ” نصف ” مهندسا ، تعجبني رسائله إلى هاتفي النقال ، والتي تبث الروح ، وترسم الأمل ، وكيف صير موهبته الشعرية إلى كتابة بعض المقطوعات الشعرية باللغة الإنجليزية ..
ولكني أصاب بالإحباط والتشاؤم ، وتنتابني حالة عصبية ، بمجرد قراءة أغلب ” الايميلات ” المرسلة من خلاله ، مالا يعجبني فيه هو أنه تعود على تمرير المعلومات التي تصله ، – قصدا في الخير – دون التحقق من مصداقيتها ، والتي أكاد أجزم بأنها غير صحيحة ، فأحيانا تصلني بعض ” الأيميلات ” التي تطلب من القارئ إعادة إرسالها إلى ( سبعة تريليون ) وإلا سيكون ما لا يحدث عقباه ، وفي رواية – من ايميلات شبيهة – قد تنبت لك ( قرون في ركبتك )، وفي ” أيميلات ” أخرى يطلب مني توجيه هذا البريد لأكبر عدد ممكن حيث أن المرسل الأصلي والذي يعمل في الشركة الفلانية قد توفى مباشرة – بعد أن ضغط على زر الإرسال – فأصبح هذا البريد سبيلا له ، بينما البريد الصارخ والأكثر رواجا ، هو أن شركة ” الهوتميل ” تهورت وقررت إغلاق ” الأيميلات ” والمطلوب هو إعادة إرسال البريد للتأكد أنك مستخدما / جيدا / فعالا / ” مفروداً” .
ليس صديقي حسن وحدة القائم بهذا الدور الإرسالي ، فغيره الكثير من ” الحِسااااان” الذين تكفلوا بهذا العمل ، ربما أن الاختلاف بينهم يكمن في ماهية العقاب الذي سيجري للمستقبل في حال الامتناع عن الإرسال ، أو في الشركة التي يعمل بها المرسل المتوفى ، وربما في أسباب غضب شركة ” الهوتميل ” الجارف ، الذي جعلهم يغضبون منا .
المشكلة هنا تكمن في ثقافة التحقق من المعلومات ومصادرها ، أو حتى الاقتصار على عدم الإرسال حتى يتم الأخذ بالمعلومة من مصدر رسمي للمعلومة ، وأن تعتذر ما سبق فليحكم عقله ، فالعقل يعتبر فاصلا عادلا في الكثير من الأمور .
وأنا أكتب في هذه المقالة وصلني بريدا من صديقي حسن جاء في بعضه : ” هاي …نحن جون و أندي المسؤولون عن ” الماسنجر” .. عذرا على الإزعاج ولكن أردنا أن نحيطكم علما بان حساب “الماسنجر” سيتم إغلاقه وذلك لوجود الكثير من الأشخاص قليلي الاهتمام الذين يقومون بفتح عدة حسابات -يقصدون أيميل “الماسنجر” وبذلك يستهلكون جميع الأسماء الممكنة لعمل ايميلات جديدة لأناس آخرين ، حاليا لم يتبقى في حساب “الماسنجر” سوى 578 اسما -يقصدون ما بقى غير 578 “أيميل “،إذا كنت ترغب في إغلاق أيميلك فلا ترسل هذه الرسالة أما إذا كنت ترغب في إبقاء “أيميلك” فأرسل هذه الرسالة لجميع الأشخاص الموجودين لديك في قائمة “الماسنجر” ،إن هذه الرسالة ليست بمزحة… سنقوم بإغلاق موفري الخدمة أو ما يعرف بالسيرفر ..أرسل هذه الرسالة لجميع من في قائمتك .. شكرا ، أي شخص لن يقوم بإرسال هذه الرسالة سيتم إغلاق أيميله ومن ثم سيضطر لدفع 10 “باوند” أو ما يعادل حوالي 70 ريال قطري شهريا من أجل استخدام “أيميله” المغلق ..الرجاء إرسال هذه الرسالة لكل المتصلين لديك..” ، لذلك قررت أن أقف هنا ، فربما أن لديكم كلاما آخرا …
التعليقات اترك تعليقك على المقال 7 تعليقات
اخي العزيز امجد
تحيه طيبه وبعد…بحكم معرفتي بصديقنا حسن فانا ارى ان الوقت قد ازف لتنبيهه بمثل هذا المقال الجميل . حيث ان الرجل ومثله الملايين قد شربوا المقلب بل ولن يقتنعوا انه مقلب بل ومضيعه للوقت بان تتناقل اشاعات تضحك بها على نفسك وتشغل بها الاخرين ممن لديهم اعمال اهم بكثير من مقولة : امانه عليك وفي رقبتك وامك الغاليه انك ترسلها وتمررها لاكبر عدد ممكن .
تقبل تحياتي
هههههههههههه يا حليله حسن
بس والله من جد مشكلة كل يوم يوصلني عشرين ايميل 17 منها مصيرها الحذف من شاكلة الايميلات اللي تقول عليها
مقال جيد يا اخي أمجد……. اشكر لك تنبية اخينا حسن مع العلم انه دائم سباق الى الخير وهذا مادفعه لأرسال هذا النوع من الرسائل الألكترونية….
تعودنا على حسن وعلى هذه الرسائل بألأخص الرسائل الرائعه باللغة الانجليزية والتي تدل على غزارة الثقافه الانجليزية الممزوجة باللغة الأم…. فعلا افتقد هذه الرسائل هنا باللمملكة
فهل لي من حسن اخر هنا؟؟؟؟!!!!
“كفيت ووفيت” في موضوع اصبح احد أهم المؤشرات التي تدل على الجهل عند الكثيرين .. والغباء عند الاكثر .. والسطحية – الدينة أو الفكرية – عند كلاهما .. !!
وا أسفاه على عقول – كثيـــــــرة – كيف باتت تقرأ دون أن تفكر .. وان فكرت فلا تفقه ماينبغي ان تفعل .. !!
تقبل .. اعجابي الشديد بقلمك
واحترامي الكبيـــر لكما : )
سلمت قريحتك وماجادت به أيها المبدع , جبتها على الجرح 🙂
فنحن بصدد هذه الرسائل يوميا , وما هي الا مضيعه للوقت بخرافات ما أنزل الله بها من سلطان .
تحيتي لك ودمت مبدعا ,
رسائل الهوتميل هي إشاعة قديمة منذ عام 2001 ولكن لا أحد يتجشم عناء فتح الرابط المرفق . شكراً للإضاءة
السلام عليكم أخ أمجد
في البداية أعتقد أنه ليس المكان المخصص..
لاكن لابأس سوف أدخل بصلب الموضوع
أنا طالبة في كلية الحاسب الآلي
لدي مشروع بحث بسيط عن محتوى الملك عبدالله لحماية المحتوى العربي ..
هناك نقطة بسيطة أود الرجوع لأكبر قدر من الإعلامين أو الصحافين أمثالك فيها وأخترتك من ضمنهم لإجابتي عنها ألا وهي ..
كيفية تطوير مجتمعنا السعودي في عصر الكم الهائل من المعلومات والتقنية ..
من وجهة نظرك ..
ورجاء الرد لي بأقرب فرصة أستاذ أمجد ..
رزان